لبنان

تلال كفرشوبا.. خزان هائل للمياه وأهمية استراتيجية عسكرية

تقع بلدة كفرشوبا عند سفوح جبل الشيخ الغربية الجنوبية، وهي ضمن مثلث الحدود بين لبنان وسوريا وفلسطين التاريخية، وترتبط بإشكالية احتلال الكيان الإسرائيلي بمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر في جنوب شرق لبنان، وهي أراضٍ لا تحظى باعتراف أممي وإسرائيلي بوصفها لبنانية، ويتم التعامل معها باعتبارها أراضي سورية.

وعقب الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان سنة 2000 قام فريق من الأمم المتحدة بترسيم خط الانسحاب المعروف بـ”الخط الأزرق” الممتد على طول الحدود الجنوبية للبنان باستثناء مزارع شبعا وتلال كفر شوبا.

واعتبرت الأمم المتحدة أن الكيان الإسرائيلي طبق القرار 425 كاملا بالانسحاب من الجنوب اللبناني، وأن مزارع شبعا ليست لبنانية بل سورية وتابعة لمسؤولية قوات “الأندوف” (UNDOF) لا “اليونيفيل”.

وتاريخيا، يعود الاحتلال الإسرائيلي لهذه المنطقة إلى عام 1967، وشمل المزارع الممتدة طولا بنحو 24 كلم وعرضها نحو 13 كلم عقب احتلال مرتفعات الجولان السورية المحاذية لها.

وعقب الاجتياح الإسرائيلي سنة 1978 للجنوب اللبناني حتى نهر الليطاني صدر القراران الدوليان 425 و426 بدعوة إسرائيل إلى الانسحاب الفوري حتى الحدود المعترف بها دوليا، فيما يصر لبنان على أن هذه الأراضي لبنانية وتحتلها إسرائيل منذ 1967.

وأكد الرئيس السوري بشار الأسد في العام 2006 بعد “حرب تموز” بأن هذه الأراضي لبنانية، إلا أنه أبقى إشكاليتها معلقة باعتبار أن ترسيم الحدود البرية هناك يحتاج أولا انسحاب الكيان الإسرائيلي منها.

ولتلال كفرشوبا أهمية إستراتيجية، فهي جزء من جبل حرمون (الشيخ)، وتحتوي على خزان هائل للمياه بنحو مليار و200 مليون متر مكعب يرفد فلسطين المحتلة، إضافة إلى دور هذا الجبل على المستوى العسكري للكيان، حيث نصبت فيه أحد أهم أبراج المراقبة في الشرق الأوسط، وتستطيع عبره مراقبة دمشق بأكملها.

يقول المحللون إن الكيان الإسرائيلي يستغل عدم وجود دوريات دائمة لليونيفيل بتلال كفر شوبا وتسعى إلى توسيع نطاق احتلالها.

وتمادى الكيان الإسرائيلي بأطماعه عبر عمليات الجرف وحفر الأنفاق، مستغلا عدم وجود دوريات دائمة لليونيفيل هناك، ويسعى إلى توسيع نطاق احتلاله لأراضي لبنانية يملكها مزارعون لبنانيون.

واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأحد، متظاهرين لبنانيين بقنابل الغاز المسيل للدموع، في منطقة تلال كفرشوبا على الحدود الجنوبية للبنان.

واحتشد محتجون لبنانيون من أهالي قريتي كفرشوبا والعرقوب وقرى حدودية أخرى جنوب البلاد بمنطقة تلال كفرشوبا على الحدود مع الاحتلال الإسرائيلي، رفضاً لتجريف جيش الاحتلال أراض لهم بالمنطقة.

وعند اقتراب المحتجين من إحدى الدبابات بالمنطقة منعاً لعملية تجريف تقوم بها قوات الاحتلال، استهدفهم جنود بقنابل الغاز المسيل للدموع، مشيرة إلى عدم وقوع إصابات.

وفي الوقت ذاته، انتشرت قوات من الجيش اللبناني في مقابل قوات الاحتلال التي أوقفت عمليات التجريف لاحقاً.

ومنذ صباح الجمعة الماضي، تشهد بلدتا كفرشوبا والعرقوب على الحدود الجنوبية للبنان مواجهات بين متظاهرين وجيش الاحتلال الإسرائيلي، إثر إطلاق الأخير قنابل دخانية ومسيلة للدموع على محتجين رافضين تجريف أراضيهم.

وجاءت هذه المظاهرة تضامناً مع الراعي إسماعيل ناصر من كفرشوبا، وسط استنفار كبير للجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة “يونيفيل”.

والأربعاء، أوقف الراعي اللبناني إسماعيل ناصر، من كفرشوبا، عمل جرافة إسرائيلية بجسده في مرتفعات البلدة، خلال عملية تجريف كانت تقوم بها في أرضه، خلف خط الانسحاب.

للاشتراك في وكالة أنباء المحور. يمكنكم الضغط على الرابط التالي
https://t.me/mehwar_ir

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى