“ذهبيَّة القدس” تلمع في بيروت
“ذهبيّة القدس” هي أغلى الميداليات التي يمكن أن يحصل عليها الرياضي في أوطاننا. هذه الذهبيّة تفوق كلّ الذهبيات في المنافسات الرياضيّة أهميةً، كيف لا وهي تقترن بالقدس! يفوز الرياضيون في أوطاننا في البطولات، لكنَّ الفوز الأهم عندما يكون انتصار هؤلاء الرياضيين لفلسطين والقدس على العدو الإسرائيلي؛ عندما يكون انتصاراً لفلسطين والقدس برفضهم التطبيع. عندما يكون انتصاراً لفلسطين والقدس بالتضحية بالميداليات في البطولات، حتى لا يلعبوا أمام لاعبين من كيان الاحتلال. عندما تكون فلسطين والقدس أغلى من الفوز الشخصي بمباراة. عندما لا تُنسي الميداليات في البطولات هؤلاء الرياضيين مأساة فلسطين والظلم الّذي يلحق بشعبها. هنا، يكون الانتصار الحقيقيّ. لذا، يستحقّ هؤلاء الرياضيون “ذهبية القدس” بجدارة.
أبطالنا الَّذين عاشوا هذه التّجربة في الأعوام 2019 و2020 و2021، وانتصروا لفلسطين، وصفعوا كيان الاحتلال ورياضييه في المنافسات الرياضية، ومن بينها المنافسات الكبرى، كأولمبياد طوكيو، من خلال رفضهم التطبيع، سيُكرَّمون اليوم في “الملتقى الدولي لتكريم الرياضيين المناهضين للتطبيع”، الذي تنظّمه “الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين” في مجمع بلدية الغبيري الرياضي في بيروت، الساعة 18,30 بتوقيت القدس الشريف.
الجزائري فتحي نورين، والسوداني محمد عبد الرسول، والعراقي على الكناني، والموريتاني محمد عبد الرحيم الطالب محمد، والكويتي محمد العوضي، واللبنانيان فادي عيد ومالك الزيباوي، والأردنيان أسامة أبو جامع ومحمد عيد، والإيرانيان علي كريمي وأمير حسين عرب، والتونسية ميساء العباسي، والمنتخب السوري الوطني للأشبال والشبلات في المهارات الفردية لكرة السلة، ونادي الجيش السوري، شاهدناهم في المنافسات الرياضية وهم ينتصرون لفلسطين، وسنشاهدهم اليوم وهم يحصلون على “ذهبية القدس”، تكريماً لهم، بعد أن رفضوا الحصول على ميداليات ملطَّخة بالتطبيع الرياضي.
تكمن أهمية هذا الملتقى اليوم في أنه يجمع كلّ هؤلاء الرياضيين، ليكونوا قدوةً لغيرهم من الرياضيين في التأكيد على رفض التطبيع والثبات مع فلسطين، مهما كانت البطولات التي يشاركون فيها مهمة، إذ إنَّ فلسطين تبقى دائماً الأهم.
وتكمن أهمية هذا الملتقى أيضاً في أنه يأتي في زمن تهرول فيه بعض الأنظمة إلى التطبيع وتوقيع الاتفاقيات مع كيان الاحتلال، بما في ذلك اتفاقيات التعاون الرياضيّ وخوض المباريات في هذه البلدان مع لاعبين إسرائيليين، وكذلك في كيان الاحتلال.
يأتي هذا الملتقى ليؤكّد أن لا مكان للتطبيع الرياضي، وأنَّ صورة التطبيع التي نراها في بعض الدول زائفة، ولا تعبّر إلا عن أصحابها، بينما الصورة الحقيقية والمشرقة في أوطاننا هي لرياضيين يرفضون التطبيع، كما هو حال الرياضيين المكرمين اليوم.
في بيروت اليوم، تلمع “ذهبية القدس”، وما أحلى أن تلمع هذه الذهبية لتنير الدروب والعقول والقلوب والضمائر دائماً إلى فلسطين!
في بيروت اليوم، ثمة موعد مهم يتمثل بـ”الملتقى الدولي لتكريم الرياضيين المناهضين للتطبيع” الذي تنظّمه “الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين”، تكريماً لرياضيين انتصروا لفلسطين. ولهذا الملتقى أهميته في هذا الزمن.