الجمهور اللبناني “ينتخب” منتخب لبنان
يخوض منتخب لبنان مباراة في غاية الأهمية أمام ضيفه منتخب كوريا الجنوبية، اليوم الساعة 14,00 بتوقيت القدس الشريف، في الجولة السابعة من المنافسات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2022.
رغم صعوبة المنافس الذي يتواجد في المركز الثاني بـ14 نقطة، فإن طموح منتخب لبنان لا يزال كبيراً ليبقى في المنافسة حيث إنه حالياً في المركز الرابع بـ5 نقاط.
صحيح أن حظوظ منتخب لبنان تضاءلت بأن يكون في المركزَين الأول والثاني والتأهل مباشرة إلى المونديال في ظل الفارق الكبير مع منتخب كوريا الثاني ومنتخب إيران المتصدر بـ16، إلا أن منتخب لبنان يسعى على الأقل للتواجد في المركز الثالث لخوض الملحق المؤهل إلى المونديال، وهو ما يُعتبر إنجازاً لم يعرفه المنتخب اللبناني سابقاً.
من هنا فإن الحافز لا يزال كبيراً لدى اللاعبين اللبنانيين لبلوغ هذا الهدف، وهذا ما يمنح منتخب لبنان المعنويات العالية لمواصلة المهمة المونديالية.
لكن ثمة ما هو أهم بالنسبة لجمهور الكرة اللبناني بالنسبة لمنتخب لبنان في هذه الفترة. هذا الجمهور الذي سيتابع جزء منه المباراة في الملعب للمرة الأولى منذ فترة طويلة، وأكثره أمام شاشة التلفاز.
هذا الجمهور الذي يرى حالياً في المنتخب اللبناني أكثر من مجرد 11 لاعباً في الملعب يلعبون مباراة كرة. هو يرى نفسه في هذا المنتخب ولاعبيه.
إذ إن هذا المنتخب يشبه الشعب اللبناني. هو منه ويعيش لاعبوه المعاناة كما كل اللبنانيين في ظل الأزمات الكثيرة السياسية والإقتصادية والإجتماعية.
هذا الجمهور يرى في هذا المنتخب صورة جميلة للبنان بكل مكوناته وطوائفه وانتماءاته، بعيداً عن الخلافات والمناكفات التي يعيشها الوطن، والتي تفرّق أكثر مما تجمع. هنا يلعب محمد إلى جانب جورج، وعلي إلى جانب أنطوان، وحسن إلى جانب روبير… هنا الكل معاً.
هنا المنتخب اللبناني يجمع أكثر هذا الجمهور نفسه، الذي في حال اختلافه بعيداً عن الكرة، فإنه لا يتحدث قبل المباراة إلا عن منتخب لبنان، ولا يتحدث بعدها إلا عن منتخب لبنان.
هنا الجميع “عائلة واحدة” اسمها منتخب لبنان. هنا الجمهور اللبناني “ينتخب” منتخب لبنان. يا ليت في كل الأيام يلعب منتخب لبنان.
اللبنانيون على موعد جديد مع منتخب لبنان في المنافسات الآسيوية المؤهلة إلى مونديال 2022. لكن هذا المنتخب في ظل كل ما يعيشه لبنان، هو أكثر من مجرد لاعبين ومباريات كرة بالنسبة للبنانيين.